اليوم العالمي الأول للأخوّة الإنسانية

يحتفل المجتمع الدولي في الرابع من فبراير بـ«اليوم العالمي للأخوّة الإنسانية» بعد أن اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يعلن يوم 4 فبراير بوصفه «اليوم العالمي للأخوّة الإنسانية» بهدف تعزيز التسامح الدولي ونبذ العنف والكراهية.
 
إنجاز تاريخي واعتراف دولي بوثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقّعها سماحة شيخ الأزهر الشريف الإمام د. أحمد الطيب، وقداسة الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس بابا الڤاتيكان.
 
ويمثل الاحتفال لأول مرة باليوم العالمي للأخوّة الإنسانية حدَثاً إنسانياً تاريخياً عميق المغزى، ورسالةَ سلام ودعوة مفتوحة لكافة شعوب العالم لنبذ التعصب وخطاب الكراهية، خاصة في ظل الجائحة التي تجتاح العالم وتتوالى موجاتها في أكبر تحد يواجه البشرية، حيث تظهر بالفعل حاجتنا للأخوّة الإنسانية في زمن وباء كورونا والتضامن الإنساني مع ملايين البشر العاجزين عن مواجهة وباء يهدد حياتهم بسبب أوضاعهم الهشة التي تحول دون توفير سبل الرعاية الصحية اللازمة لهم، كاللاجئين أو المشردين في مناطق النزاعات وكذلك شعوب الدول الفقيرة التي تعجز حكوماتها عن توفير الاحتياجات الأساسية لشعوبها.
 
وبينما كان العالم يتضامن في مواجهة أفكار التطرف والإرهاب، جاءت جائحة كورونا لتضيف تحدياً جديداً يهدد البشرية ويظهِر الحاجة الفعلية والفورية للتضامن الإنساني، ففي دعوة ملهمة للإنسانية جمعاء، وفي تجسيد للأخوة والتضامن الإنسانيين، انطلقت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، وتحت رعاية البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ووجهت نداءً عالمياً إلى جميع الناس على اختلاف ألسنتهم وألوانهم ومعتقداتهم بتنظيم مبادرة «الصلاة من أجل الإنسانية»، وهي صلاة واحدة متعددة الأديان والتوجه إلى الله لإنقاذ البشرية ورفع وباء فيروس كورونا المستجد عن العالم، يوم الخميس 14 مايو 2020، في تضرع من البشرية بالدعاء إلى الله تعالى بصوت واحد ومعتقدات مختلفة، بيقين مطلق من قدرة الله ولطفه ورحمته بأن يحفظ البشرية ويرفع عنها الوباء.
 
ويختبر فيروس كورونا إنسانيتنا ويضعها على المحك بغض النظر عن الاختلافات العرقية والثقافية والدينية، فحماية البشرية والتضامن الدولي الإنساني هما واجبان جمعيان وتطبيقان عمليان للأخوة الإنسانية التي تستدعي المساواة في توزيع الإمدادات الطبية واللقاحات المضادة للفيروس، فأزمة «كوفيد-19» اختبار أخلاقي حقيقي لقادة وشعوب العالم، تتحمل فيه الدول الغنية مسؤوليات أخلاقية لتوفير الأدوية واللقاحات الطبية بالتساوي لدول العالم الفقيرة، حمايةً للإنسانية ككل.
 
ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية في وقت عصيب تحتاج فيه البشرية إلى التضامن الإنساني العابر للحدود والأديان والعرقيات وإلى العطاء غير المسيّس، إن رمزية الاحتفال بيوم الأخوّة الإنسانية تعني أن البشرية ستقف معاً في مواجهة الإرهاب والأوبئة.
 
وأضاف الأمين العام للمنظمة الهولندية الدولية لحرية وحماية حقوق الإنسان والسلام العالمي الدكتور عصام الجبوري: أن توحد جميع الطوائف والأديان في الدعاء للباري عزوجل ودعواتهم بأن يمن عليهم برفع هذا الوباء الذي حل بكل بقاع الأرض ماهو إلا تعبير عن معنى السلام والعيش المشترك، 
وهو أنبل رسالة إنسانية سامية ملهمة لجميع سكان الأرض، فلنتوحد ونتكاتف ونسعى لنشر المحبة والسلام فيما بيننا ولنترك الخلافات والسلبيات ولنرتقي ونسموا من أجل الإنسانية.
 
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ كافة بلداننا وشعوبنا من كل وباء وبلاء ومن كلّ شرّ وسوء، وأن يديم على الجميع الصّحّة والعافية وأن يجنبهم كل شر.